دراسة عن التحرشى الجنسى للفتيات العاملات فى المصانعتصدر عن جمعية الحقوقيات المصريات
اعداد الاستاذة غادة همام
استشارى النوع الاجتماعى
مقدمة:
على الرغم من أن المرأة العاملة على المستوى الدولى أحرزت مكاسب عديدة على كل من المستوى الشخصى، والمجتمعى، فى مضمار إثبات وجودها وفعاليتها فى العديد من المجالات فضلاً عن تلك التحولات الإيجابية التى طرأت على صورتها لدى أبناء الشرائح الاجتماعية المختلفة – إلا أنها مازالت تعانى من العديد من المشكلات التى يمكن النظر إليها بوصفها ضريبة لتلك النجاحات من قبيل تلك الضغوط البدنية والنفسية التى تواجهها للتوفيق بين عملها وحياتها الأسرية، وما تكابده من صراعات فى العمل، ومنغصات قد تصل إلى حد تعرضها لمحاولات التحرش بها جنسياً من زملاء العمل.
ولم تكن المرأة المصرية بمنأى عن التطورات العالمية التي طرأت على شئون المرأة في كل دول العالم. حيث خضعت المرأة المصرية في مسيرتها التاريخية لمجموعة من الثوابت والمتغيرات حددت مكانتها الاجتماعية، وهويتها الثقافية، وأدوارها الاقتصادية والسياسية، حيث أن التكوين الأول للوجود المصري قام على أساس المشاركة الكاملة للمرأة في العمل، ومن ثم كانت مساواتها التامة بالرجل كأثر لوجودها الفعال على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. ، وهذا لا يعنى أن المرأة المصرية بختراقها لسوق العمل أنها تمتعت ب جميع الحقوق الموازية /المرتبطة لحقها بالعمل ومن المؤكد من خلال الدراسات الأجتماعية والميدانية أن التمكين الأقتصادى للمرأة بأنواعه ومناهجة المختلفة قد أثر تأثيرا سلبيا على بعض الحقوق الأخرى للنساء وأضر بحياتهن فى بعض الأحيان,وبدراسة أوضاع النساء فى العمل قد نجد كثير من الأنتهاكات التى أضرت بالمرأة فى مجالات العمل منها على سبيل المثال لا الحصر تدنى أجورهن مقارنة بالرجال ,عدم وجود فرص متكافئة فى الحصول على الوظائف,حرمانهن من بعض الوظائف فى أطار أدعاء عدم ملائمتهن ومن أهم هذه الأنتهاكات هو التحرش الجنسى الذى تعرضت له الفتيات والنساء بمقر وبيئة العمل وساعد على أنخفاض أنتاجيتها وعدم رغبتها فى التواجد بالعمل ,أنهيار حياتها الأسرية أحيانا ,أصابتها ببعض الأمراض النفسية والأنطواء عن المجال العام فى الحياة وأخيرا وليس أخرا تغيير مسار حياتها من التقدم العام فى مجالات الحياة إلى تأخر وفشل وعدم التفكير بالنجاح.
من جميع المعطيات التى سردناة ورصدناها كجمعية حقوقية تعمل بمجال التمكين ومحاربة فقر النساء ,وجدنا أنه من المهم التركيز على هذه الظاهرة “التحرش الجنسى”ووضعها على أجندة المجتمع المدنى ومؤسساتة ,ولا ندعى أننا أول الجهات لطرحها ولكننا لازلنا ضمن عدد محدود جدا من الجهات التى تطرح القضية,وقد واجهت الجمعية عند بدء أهتمامها بالموضوع مجموعة من التحديات منها عدم وجود بيانات أو دراسات عنن حجم الظاهرة والأثار المترتبة عليها جملة وتفصيلا,أعتبارالقضية من الموضوعات التى لا يمكن التحدث فيها وعنها خاصة فى المجتمعات المتحفظة التى تعمل فيها الجمعية مثل منطقة المرج وعين شمس,تضارب البيانات والمعلومات التى تصل من مصادر المعلومات المختلفة .
قررت الجمعية أن دراسة مصغرة عن هذه الظاهرة قد يساعد الجمعية فى تنفيذ أنشطتها لمحاربة ظاهرة التحرش الجنسى,كماسوف يساعد المعنين وأصحاب القرار من الأهتمام بالقضية والتركيز عليها وتفعيل القوانين التى من شأنها القضاء على الظاهرة,وبالتالى توفير بيئة عمل أمنة للفتيات.
للتحميل :